كأنني أُحدٍثك قصة قصيرة حازم حسنين
حنان تحتضن حمدي المستلقي على حِجرها على الأرض في شقتهما المُطِلة على النيل و ضجيج على باب الشقة
” فاكر…. فاكر يا حمدي أول يوم اتقابلنا فيه كنت يومها لابسه فستان جميل أوي …أيوة حتى بالأمارة انت قولتلي إنك أُعجِبت بيا أكتر عشان الفستان ده و قولتلي يوميها كلام حلو أوي …. فاكر “
“بس بعديها زعلتني لما مرضيتش تروح تروح تطلبني من بابا و قعدت تقولي أنا ما حيلتيش حاجة أعيِشك بيها و قولتلك إن أنا عايزاك تثبت بس حسن نيتك …. أقولك الصراحة مكونتش واثقة فيك أوي …أنا عارفاك شقي ” تبتسم و الحزن يكسو وجهها و تتطلع من النافذة ليسقط شعاع نور بسيط على وجهها يزيد من لمعان دموعها المُتساقِطة….. و صوت الضجيج على الباب يُغطي على ضجيج السيارات و الشارع .
تشهق حنان و تقول ” فاكر لما بابا قابلك في البيت عندنا و كان معاك عيلتك و انت كنت قاعد مكسوف جداً و حمايا هو اللي اتكلم بدالك …. فاكر هاه “” انت ما بتردش بس أنا مسمحاك ” ” انت مطنش صح “
“طب فاكر بقى لما ضربتني عشان كنت انت جاي تعبان من الشغل و كان الأكل لسه مش جاهز … فاكر لما شتمتني لما نسيت الأكل ع النار و قعدت أنا غضبانة عند أم إسلام جارتنا ….”
طب فاكر بقى الخناقة الجامدة لما كنت عايزة أروح عند ماما و انت منعتني أمشي أروحلها ؟؟ “
” فاكر لما كنت بتقولي بحبِك فاكر هاه … زمان بقى ما بقيتش تقولها دلوقتي …”
” فاكر بقى الخناقة الأخيرة …. ” تسكت لبرهة و تنظر من النافذة مرة أخرى ثم تتكلم ثانيةً و هي تجهش في البكاء و تمسح دموعها
” إنت اللي خليتني أعمل كده … يا ما قولتلك ما تمدش لإيدك عليا ” ” وعديتهالك مرة و اتنين و تلاتة ” ” لكن كفاية بقى إنت كسرتني بجد ” ” أنا تعبت و زهقت “
يرتفع الضجيج على الباب أكثر و أكثر أخيراً تنتبه حنان تلفت إلى باب الشقة و لا تتحرك لتفتح الباب
” فاكر يا حمدي …. أنا آسفة أوي ………” ” إنت حتفضل نايم كده على طول” قوم بقى … قوم “
يكسر ضابط شرطة باب الشقة بعد أن أكد الجيران سماعهم لصوت مشاجرة بين الزوجين إستمرت لأكثر من ساعتين ثم سماعهم لصوت صراخ و بكاء حنان….يدخل الضابط و يجد و حمدي غارق في بركة من الدماء و تحتضنه حنان و هي في شبه إنهيار عصبي تبكي بهستيريا يطلب الضابط القبض على حنان التي لا تقاوِم و تقول في شبه هلاوس ” ده كان بيحبني أي بس …. غصب عني.. ” ” آه و الله كنت بحبه ” ” طب و الله كنت بحبه “
إنتهى